خسوف الحب

ماقيمة الفكر إذا خانه المعنى ؟ماقيمة المعنى إذا خانه الفهم والواقع وتخلت الحقيقه عن حمايته ؟ماقيمة البدر اذا خسف فجأه في عين عاشقيه...؟

أسئلة تتصارع مع ثعبان قهره الذي امتطاه عبدالله لينسى ذالك الكابوس !

يتعجب من وقوع الصدف مع الخسوف جنبا الى جنب،فلم يخرج من سجن حبه الا ليلة التمام!

رآه ،حدق بعينه،وارتفع حاجباه مشكلين جناحي طائر يحلقان على فوهة بركان وأمل قمر !

وقف على تل مجدب من الحب والأمل وخيال الورد !تحول العشب تحت رجليه وردا من سيل دموع شوقه ،وتقاطر دم حبه!

وهو يتبادل انس الحديث ،بحنينه وأنينه ،مع بدر ناصع مكتمل لاينوي سوءا بالخسوف ،او خيانه بالمد والجزر ..!

زادت ثقته به مع اول الليل ،وأمن على نفسه وهو يرى ماحوله بضوء معشوقه،وبدأ يتغزل ..
وفجأه..!

بدأت تلتف سحابه سوداء ،وغمامة حسد على وجه البدر ،حاول أن يصمد بضوئه لينير عاشقه بالأسفل !

استمر بالمقاومه ،خلخل حاسديه بنوره ...تقطع النور على عبد الله ،رائحة الدخان تتزايد ،احتكاك الحسد بالحب أنتج كل هذا ،انتج احتراق الأمل وتزايد الغلبه للحسد ،واستمرت هذه العاصفه ...

وبعد هدوئها ،وانقشاع السوء والعتمه عن العين ،لم يضهر البدر مرة اخرى ،لقد بدا خاسفا ،وانتحر بقهر عدوه..!

تخبط عبدالله بمشيه وهو يبكي في ظلام دامس ،وطا بقدمه على ورقة ،تحسس بكلتا يديه حتى أخذها فتحها بهدوء ،كانت الأحرف تضيء كشمعه يعلو ضوئها فجأه ويهبط فجأه ،كانت رسالة انتحار من البدر ،فيها يودع كل عاشق ......

أطبق عبدالله هذه الورقه ،وأخذ يفكر في الأنتحار .!

بدأت تلك الأسئله تدور في خلده ،واحتل الأنتحار الخيار الأول والوحيد ..!

استل شفرته التي لاتفارق جنبه غرزها بين أضلاعه بهدوء ليستوفي عذابه !!أحس بحرارة دمه وهويسيل على قدميه ..

خر صريعا بأنفه الصامد المهزوم ......

إذ بالبدر يعاود ضهوره بعد غياب قصير .......ولكن مالفائده....

لقد فات ألأوان

نورتى التوبيك يا قمرايه